آه





كأن الحزن يعرفنى

ويأنس بى

ويفرح حين يلقانى

...
كأن الحزن آثرنى

...
على صحبى وأقرانى

فلازمنى

....
تسلل بين أنفاسى

.....تسرب عبر أوردتى

........

تَمَلَّكنِى

فطوق كفُّه عنقى


وأصدر حكمه فظاً

فأعدم فىَّ إيمانى

أعاد بناء أعضائى

فشكّلنى كما يهوى

فصرت وعاء أحزان

ألفت وجوده حولى

فقلبى ليس ينكره

وعينى فيه عالقة

وتطرب منه آذانى

ومر العام

تلو العام تلو العام
والأبواب قد فُتحت

لأخرج مره أخرى

إلى ما كنت أعرفه

إلى نفسى

إلى ماضِىَّ أحياه

إلى بيتى وعنوانى

وآهٍ

...... ثم آهاتٍ


لقد فَشِلتْ محاولتى

وآه .... مرةً أخرى

فهذا ليس يقلقنى

ولو حاولتُ ثانيةً

سأفشلُ مرةً أخرى

لذا قررتُ أن أبقى

فقد ............ " أدمنت أحزانى "

الرصاصه سقطت من جيبى





ألا يزال أكتوبر عظيما ؟؟
سألت نفسى
والإجابة عندك
فسل نفسك
ألا يزال أكتوبر عظيما
الا تزال تشعر بقيمة الحدث
وهيبته وقوته
الا يزال الأبطال أمثلة
لا توجد إلا فى الخيال ؟
صراحة ً
لم أعد أعلم
ولكنى على يقين من شئ آخر
أننا من شوّه تلك اللوحة
نعم .... نحن
لأننا لم نحتفل الا بالاغانى
والألحان
بالكلام والمجالس
بالأسئلة تسأل ملايين المرات
والإجابة عنها كل مرة
إجابة جديدة
حتى ذاب الجبل
وصار النشيد مستهلكا
فمن كثرة الغناء
صدقنا أنفسنا
وكأننا نحن العابرون
ونتحدث عن الشهيد
كأنه شئ منا
والله يشهد أن كل شهيد
مات على أرض سيناء
وروى رمالها بدمه
برئ منا
ومن أفراحنا الملاح
ومن جلسات السمر
وبرامج الرغى المموه
لقد ذهبوا
وذهبت معهم النخوة
وماتت معهم الغيرة
ودفنت معهم الكرامه
وخلفوا جيلا
هو على أتم استعداد
أن يفتح صدره وقلبه
وعقله
وبطنه
بل ويبيع أرضه و يهب عرضه
لمن يلبى له هواه
ويحسن العزف على أوتار رغبته
ماتوا فيها
وهم الآن يشعرون بأقدام اليهود
تسير فوق قبورهم تحت ألف مسمى
لقد كانوا سببا أننا ذقنا طعم الأمن
ولكنا أدمنا طعمه
واعتدنا عليه
عبدناه
ولم نعد نعرف
الأمن الحقيقى من الأمن المغشوش
فإذا كانوا هم يفتخرون
بأنهم صنعوا بدمائهم
وعظامهم
وجلودهم
نصر أكتوبر
فنحن أيضا
نفخر بأننا ألفنا أغاني
أكثر من حبات الرمال التى حرروها
وإن كانوا استردوا الأرض
فنحن الذين تقاسمناها
أرضا ورملا وثروات
لقد اشعلوا سيناء أرضا وسماءا
لنرث من ورائهم
معنى الشرف
وليهبونا
طعم الكرامه
فإذا تمخضنا
لنهبهم
فلا أعتقد أننا نملك أكثر من دف
يؤنس وحشة لياليهم
فى صحارى سيناء
ترى ؟
إذا قام الشهيد
ورأى ما نحن فيه
فهل سيندم لأنه ضحى بنفسة رخيصة
من أجل مستقبلنا؟
أكتوبر العظيم بذاته
الضئيل بنا
عذرا
لك
وعذرا لكل شهيد




بمناسبة مرور 30 عاما على الحرب العظيمه

30 عاما


وقالوا عبرنا

وقالوا سحقنا

وقالوا كسرنا حدود الهزيمة

وأن العدو اللدود انتهى

وصارت هباءاً أساطيره

وذابت أمام اضطرام العزيمة

...........

ثلاثون عاما نغنى لنا

عزفنا كثيراً

رقصنا كثيراً

ولم ننتبه إلى أننا

رقصنا هنا

عزفنا هنا

وملت من العزف أعيادنا

أنا لا أشك بأنَّا عبرنا

وأنََّا بكل المعانى انتصرنا

لماذا انتظرنا

وماذا فعلنا

ثلاثون عاما

وهذا الشهيدُ .....

طوى عمره لنحيا نباهى به غيرنا

إذا زرته فأى الهدايا سأعطى له

فلو كان حيا

لملَّ الحكايا وملَّ الخطب

أرى روحه تريد زيارة أشلائها

ويأبى السلام

أرى روحه تريد زيارة أبنائها

وأخشى أنا

لأن ابنه يريد عبورا جديدا له

يريد عبورا لأحلامه

أنا لا أعارض أفراحكم

أنا لست أهوى الأغانى الحزينة

ولكن أخاف على عيدنا

فإن الذئاب ترى رقصنا

وأخشى إذا جاء عامٌ جديدٌ

بأن يرقصوا على رقصنا

أنتِ





ورغم البعد ما زالت قصائدها تطاردنى


وأسمع صوتها الرنَّان يملأُ فِىَّ وجدانى

ورغم الحزن مشتاقٌ لرؤياها

ومنتظرٌ لكل دقيقةٍ معها لأسعدَ بعد حرمانى

ورغم الحبِّ أخشى غدرَ أيامى ....

وليس البعد يمنعنى

ولا الأحزان تهزمنى ولا خوفى يؤرّقنى

فوجهك فى مخيلتى

وصوتك ملء آذانى

وجوف الليل يشهد لى

قريبٌ منكِ سيدتى

وقربى منك أحيانى

ولن تأتى لنا الأيام إلا بالذى نخشى

ولكنى سأنزع من نيوب الدهر أيامى

بكل الحب والأحزان سوف أعيش ما دامت

دماء الحب تسرى بين أركانى

ولولا أنت ما كانت رحال الحزن تمكث لحظة عندى

ولا كانت سيول الحب تعرف أين عنوانى

فأنت الحب والأحباب لاتبقى

وأنت الحزن والأحزان دامية

وأنت الخوف .... خوف اليوم من غدهِ

وأنت الوردة البيضاء فى غابات أحزانى

لماذا الدمع فى عينيك يقتلنى ؟؟

كأنى ألمس القطراتِ سائلةً على خدى

كأن الدمعة الحرّى

تغادر خدك المجروح صامتةً

لتكوىَ جوف شريانى

فيا قلباً أنامُ به فلا أصحو

ويا بحراً من الأشواق علمنى -

فنون العومِ يا جسراً

إلى ما كنتُ أجهله وأخشاه

ويخشى كل إنسان

ألا تكفيك أجفانى لترتاحى من الأحزان قاطبةً

ألا تكفيك أضلاعى لتتكئى بلا خوفٍ

ونورُ العينِ فى كأسٍ

وجوفُ القلبِ منديلاً

فكفى الدمع سيدتى

فإن بكاءك الحرّاق يقتلنى

ويقتل فِىَّ إيمانى