أخاف عليك

أخافُ عليك من دربى

فدربى كله شوكٌ ومن يسلكه لايسلمْ

أخاف عليك من طبعى

فطبعى كله لغزٌ وحل اللغز لايُفهمْ

أخاف عليك يا سمراءُ أشياءاً

أنا وحدى أقدّرها

أنا وحدى بها أعلمْ

أخاف عليك من خوفٍ

ينام بجوف أوردتى

ويصحو كلما أنساق نحو الحب أو أُغرمْ

أخاف عليك من قلبٍ

له فى اليأس شطحاتٌ

فلا يهوى ولا يشتاق أو يحلمْ

أخاف عليك من إفلاس قافيتى

فشعرى كان مأواىَ

وكان ردائى الشتوىَّ

كان الماء والمطعمْ

ومات الحبُّ فى قلبى

وجف النهر والمنجمْ

فقدت الشعر والأحلام والإحساس

وسط طريقى المبهم

فقدت جميع ما تحتاجه إمرأة

فما تبغين من مُعدَمْ

أنا الصداح يا سمراءُ صرت الآن كالأبكمْ

فلا تتعجبى أبدا إذا مزقت قصتنا

ولا تتساءلى أبدا فإنى لم أعد أعلم

وحُطِّى عنكِ أعبائى

دعيها وارحلى عنى

ولا تخشَىْ على قلبى

من الآلام والتعذيب والموتِ

أنا قد مِتُّ من زمنٍ

وبعد الموت يا سمراء

لا نخشى ولا نألم .........لا نخشى ........ ولا نألم

الهروب


ويوما ما .... سألقاكِ

برغم حواجز الأميالِ

رغم كثافة الآلام تغشانى وتغشاكِ

فما دامت بجوف الليل أحلامٌ تراودنى

.... تمنينى برؤياكِ

سأنظر مرة أخرى

إلى عينيك مرتبكاً

وأُهزم مرة ًأخرى

برغم تجلدى حتما

أمام سكوتك الحاكى
وساعتها سأخفى كل أشعارى

وأحبس دمعةً حرى

وأحلف كاذباً أنى

نسيتك أو سأنساكِ
........................

وإن ماتت مع الأيام أنفاسى

وجف النور من عينى

ولم تنعم برؤياكِ

فيوما ما سينشرها

على الصفحات أبنائى

قصائد كنت أكتبها

لتجلس كل عاشقةٍ

لتقرأها وتحسد فيكِ ذكراكِ

قصائد لا يقدِّرها سوى رجلٍ

تعذب فى الهوى مثلى

أو امرأةٌ لها قلبٌ

كقلب الشاعر الباكى
....................

فقوليها وغنيها

وعيشى بين أحرفها

وذوبى فى معانيها

فقد كتبت لترعاك

سأكتبها و أتركها

ويوما ما

ستهرب من دفاترها

وتنكر إسم صاحبها

...... وتنسانى ......... وتهواك


باسم الغوالبي
سبتمبر 2004



__________________________

هـــــات


يا ذات ألف براءةٍ
كانت علىَّ كألف وجهٍ فاتنِ
ماذا أقول وقد أخذت بلاغتى
ببراءةٍ وأخذتنى
وإرادتى قد غادرتنى يومها
طوعاً ولمَّا تأتنى
فاحتلنى جيش الحياء بلا أقل مقاومة
وسلبت من وجهى الدماء
سلبتنى
تلك البداية ..... ربما
تلك النهاية .................. ربما
أنا لا أجيد الضعف
ولا أمثل دوره
وليس تاجى ما به توجتنى
فلتتركى دور البطولة فى الرواية كلها
فى حوزتى
أو غادرى
واستفت قلبك والقلوب جميعها
إن تقبلى دورى الجديد ... فها أنا
أو ترفضين .... فهات – عفوا –
ما به قاتلتنى
هاتِ البراءة فى عيونى ثانياً
هاتِ البراءة .. يا بريئةُ ...
هاتِنى

باسم الغوالبي

..............